| 0 التعليقات ]



إن المتابع للشأن السياسي في الفترة الراهنة يرى تقاطع الأصوات من كل جانب فيما يخص الاستحقاقات التي تعرفها بلادنا يوم 25 نونبر المقبل ، فهناك المصوت و هناك المقاطع و هناك الغير المبالي بما يجري على الساحة الوطنية ، لكن يبقى الإشكال في دعوات التغيير و المقاطعة ، فبالإمعان في هذين اللفظين و للأسف نسمعهما من نفس الجهة ،يلاحظ مدى التناقض الواضح من خلال العلاقة العكسية بين المطالبة بالتغيير و المقاطعة ، فسيرورة التغيير لا تتأتى إلا بالمشاركة الفعالة و الكثيفة في التصويت من أجل اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب ، أما المقاطعة فهي تكرس لبقاء الفساد و المحسوبية و الزبونية ، و عليه فالمصطلحان لا يمكن أن نجمع بينهما إلا إذا كنا هواة الكلام الفارغ و الزوبعة الفارغة للفت انتباه الرأي العام .

إن المطالبة بالتغيير و محاربة الفساد و الاستبداد حق مشروع ،و عليه عندما نطالب بالتغيير فإننا كدعاة له مطالبون بالمشاركة فيه و العمل على تحقيقه في أرض الواقع بكل ما يخول لنا القانون و واجبنا الوطني ، لكن أن يطالب المرء بالتغيير و في نفس الوقت يدعو إلى المقاطعة ، فلا أظن أنه حقا يريد تغييرا مادام يضع عرقلة أمام عجلة التغيير ، فالدعوة إلى المقاطعة تعني بكل بساطة ترك الأمور على ما عليها و المساهمة في تكريس الفساد و الاستبداد كما أصموا أذاننا بهذه العبارات.لكن ما دمنا نطالب بالتغيير يجب علينا أن نؤدي واجبنا الوطني كمغاربة و أن نشارك في دعم عجلة التغيير و الإصلاح التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس نصره الله .

إن استحقاقات 25 نونبر المقبل هي فرصتنا في تغيير الواقع المعاش و الرقي ببلادنا نحو الأفضل ، و ذلك من خلال أداء وجبنا الوطني بالتصويت و إدلاء رأينا في اختيار الشخص الذي نثق فيه ، كما أن التصويت ولو بدون اختيار مرشح فهو بحد ذاته رأي يعبر عن عدم الرضى لما عليها الأوضاع ،، لكن ما لا يفهم هو مقاطعة الانتخابات في ظل مناداتنا بالتغيير ، و كأننا ننتظر عصى سحرية لكي تغير واقعنا ، فجلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى الانطلاقة , و نحن وجب علينا أن نكمل المسيرة في إطار تكاملية بين العرش و الشعب الذي سيقول كلمته في صناديق الاقتراع .

محمد أبو القاسم

Simo.tafilalet@gmail.com

0 التعليقات

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها