مرت الانتخابات المغربية على أحسن ما يرام و سط مراقبة وطنية و دولية أشادت بالأجواء التي مرت فيها هذه الاستحقاقات الوطنية ، و قد ساهم المواطن المغربي في إنجاح هذا الحدث الهام الذي برهن للعالم أن المغربي ليس ببعيد عن الربيع العربي لكن بشكل مختلف و متحضر . و تعرف الدول العربية وضعا استثنائيا سمي بالربيع العربي , حراك نتج عن الواقع المرير الذي تعيشه الشعوب العربية من استبداد و فساد جنى على صبر المواطن العربي ، و لم يكن المغرب ببعيد عن هذا الحراك و لكن بشكل متحضر و ينم عن عقلانية المجتمع المغربي و مساهمته في تطوير و تقدم بلده . تميز الحراك الشعبي المغربي بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله و ثورته الشعب المغربي ضد التهميش و الفقر و الفساد و باستخدام الطرق المشروعة بعيدا عن نمط الحركات العربية التي تعتمد على العنف و انتهاك حقوق الانسان ، طرق مشروعة تتمثل في الانتخابات النزيهة و المشاركة الفعالة لشريحة كبيرة من المجتمع في أداء واجبها الوطني و اختيارها الجهة المؤهلة لتسيير شؤونه في الحكومة ، و قد قالت الانتخابات كلمتها حيث تميز الربيع المغربي بسحب البساط من تحت أقدام الاستقلاليين و الليبراليين و لم يعد الشعب المغربي يثق فيهم حيث أعطى المسؤولية للإسلاميين عل و عسى أن يعيدوا للمواطن المغربي كرامته و عيشه الكريم في ظل استبداد عائلات الحكومات السابقة على المراكز و همش المواطن المغربي العادي و أصبح ممنوعا عليه الوصول إليه , و قد تنفس المغاربة الصعداء بالفوز الساحق للعدالة و التنمية في الانتحابات التشريعية حيث تميزت الانتخابات بنجاح كبير للإسلاميين في أغلب الدوائر الانتخابية و ترك الأحزاب الأخرى تجر الهزيمة بعد أن ظلت إلى يوم قريب تسيطر على البرلمان و الحكومة كليهما . فهنيئا للشعب المغربي ملكا و شعبا لنجاحه في حراكه الشعبي و الوطني و تعبيره عن إرادته و سؤمه من التهميش و الفساد المستشري في المجتمع ، و قد قال كلمته بصناديق الاقتراع و أعطى درسا للشعوب العربية بأن التغيير ليس دائما بالعنف و الانجرار وراء دعوات الفتنة ، لكن التغيير يكون بصناديق الاقتراع و سحب البساط من تحت كل مفسد و مستبد يقوم بتهميش المواطن المغربي . حمد أبو القاسم Simo.tafilalet@gmail.com
- بقلم : محمد أبو القاسم -
[5:00:00 م
|
0
التعليقات
]
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها