هي قرية أمازيغية مغربية وجماعة قروية وسط غربي المغرب.تنتمي القرية لإقليم سيدي إفني على الساحل الأطلسي ، و تضم هذه الجماعة القروية 7.026 نسمة فقط ، بعد زيارتي لثلاث سنوات متتالية لهذه المنطقة ، لاحظت في زيارتي الأخيرة أن هذه المنطقة غير قادرة على إستعاب أعداد كبيرة من السياح ، و أيضا تعاني عدة مشاكل من إنقطاع الماء ، وإنتشار الأزبال في جميع الأماكن ، وكذا إنعدام بنية للصرف الصحي ، المهم المنطقة تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية ، كل هذه الأشياء قد تمس بصورة “مير اللفت” لدى المغاربة خاصة و أن السياحة تساهم في تدوير عجلة إقتصاد المنطقة ، و إنعاش التجارة للساكنة خصوصا ذوي الدخل الموسمي .
زائر قرية “مير اللفت” لا بد وأن يحز في نفسه ذلك الضياع الذي تعيشه المنطقة
بأكملها ، قرية هادئة، لكنها آيلة إلى مصير يبدو بمعالمه شبيها بمصير بقية المدن الصغيرة التي إغتصبها أصحاب النفوذ والمال. شواطىء جميلة، سكون بليغ، بساطة أهل أنقياء … لكن عناصر الجمال هاته تشوبها مظاهر قبيحة عديدة تستدعي مجهودا كبيرا من القائمين على الشأن المحلي لتغيير الحال نحو حال أفضل.
مير اللفت
لكن، إذا كانت القرية والمنطقة بكل هذا السخاء الطبيعي، أين هو الإنسان منها؟ أين هم أصحاب الشأن المحلي من تدبير القرية والمنطقة كلها؟ ماذا أعد هؤلاء لمستقبل المنطقة وأبنائها؟ بإستثناء ذلك السحر الجغرافي الطبيعي لا ترى عيناك إلا الفراغ الممعن في الحضور أينما انتقلت ، فراغ يشهد على غياب التدبير البشري الفاضح للمنطقة.
يجب الالتفات إلى البنيات التحتية الهشة، من طرق وماء وإنارة عمومية وشبكة الهاتف وقنوات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية المنعدمة أو الضعيفة في الجماعة، لكن للأسف الشديد دائما نفس الكلام , نفس الوجوه و نفس الأكاذيب …
فعلا الكل متفق على ان “مير اللفت” منطقة جميلة جدا بكل ما حباها الله من مؤهلات طبيعية, فكان من المفروض ان تكون في مستوى أحسن مما هي عليه الآن ، لكن سوء التسيير خاصة من طرف المجلس الجماعي، وكل أشكال الفساد الواضح للعيان جعل هذه القرية و ساكنتها يعانون من شتى المشاكل : النظافة, انعدام الطرق المعبدة,مركز صحى يليق بمكانة المنطقة, الصرف الصحي, تفشي البطالة لدى الشباب … و اللائحة طويلة جدا.
للاشارة فان رئيس الجماعة الحالي في منصبه منذ أزيد من 30 سنة ، فلولا مؤهلات القرية الطبيعية التي تستهوي الصغير والكبير لكانت هي ايضا من احدى القرى المنسية في المغرب ولكن رغم كل هدا فهي منسية من حيث التجهيزات الضرورية والمشروعة في حياة أي مواطن بسيط والجميع يعرف السبب وراء هاته المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة.
- ابراهيم توزاني