| 0 التعليقات ]


بقلم : عبد الله بوفيم
مهنة الكاتب العمومي قديمة قدم الانسان. كان قديما إمام المسجد هو الكاتب العمومي الذي يسهل ماموية المواطنين وهو من يحرر اتفاقاتهم وعقودهم وتعتبر محرراته ذات قيمة تامة ومبرئة وناقلة للملكية.
 وبعد ان تطور ميدان تحرير العقود وتشعب واصبح العدول يساهمون فيه بدور فعال انحصر دور الفقهاء أئمة المساجد في التحرير واصبح العدول خاصة مختصون بها خاصة في ميدان الاحوال الشخصية.
بعد الاستقلال وقبله ادركت الدولة انها وجب عليها ان تخفف من حمل النفقات المفروضة عليها للموظفين الذين كانوا يتولون تلقي تصريحات المواطنين فساهمت في خلق مهنة الكتابة العمومية ومنحت رخص مزاولتها على مستوى المدن المغربية عامة.
خففت الدولة عبء التوظيف عنها واصبح اكثر من 60.000 ستون الف مواطن مغربي بمختلف مستوياتهم الدراسية لكن مع قدرة وكفاءة وحنكة  مشهودة تراكمت على مر السنين من مزاولة التحرير يزاولون مهنة التحرير وتلقي تصريحات المواطنين وتسهيل معاملاتهم.
الكاتب العمومي خدم اول ما خدم الدولة المغربية بان نقل تكلفة تلقي تصريحاته من عاتق الدولة الى عاتق المواطن تدريجيا. بنفس السياسة التي تنهجها الدولة اليوم في ميدان التعليم حيث شجعت ورخصت للمدارس الخصوصية للتملص من عبء الثقل المالي الذي تحملته على كاهلها لتلقي به وعلى مر السنين على كاهل المواطن وبالتدريج.
 لكنها يوم ان تتملص من ذلك العبء فانها لا محالة  لن تكتفي بالتملص من العبء بل ستطالب من خلصوها من العبء بتحمل عبء اظافي هو الضرائب التي ستتناسل ومع الزمن على مؤسسات التعليم الخصوصي لتحارب ومن جديد التعليم فتسوقه الى الحضيض.
الذي يمكن ان يخلص اليه أي دارس للتاريخ ومراقب لتصرفات القائمين على الشان العام المغربي هو انهم يعاقبون من خدمهم وسهل عليهم مامؤريات جد مهمة.
مهنة الكتابة العمومية ساهمت بدور جد مهم في الرفع من ايرادات الدولة المغربي من العملة الصعبة وعملت بالموازاة مع ذلك في المساهمة في الرفع من مبالغ التسجيل والتمبر والمحافظة العقارية.
لكن بدل ان تتقدم الدولة المغربية بالشكر في شكل سن قانون ينظم المهنة ويشجعها كان الجواب بمحاولة المنع وكان القائمين على الشان العام المغربي مصابون بالمرض العضال الذي اسمه الحسد.
ربما أنهم يريدون ان يكونوا من يقدمون ويحاربون كل من يقدم خدمات جليلة للشعب المغربي الأبي.
اليس من الغريب حقا ان يكون المحامي المقبول لدى المجلس الاعلى ذو صلاحيات جد مهمة زاولها ويزاولها وكسب رصيدا معرفيا في الترافع وتيسير مهام التقاضي وضمان حقوق الاطراف وتنوير العدالة و ومع ذلك تظاف له مهمة تحرير العقود التي هي من اختصاص فئات عريضة من الشعب المغربي هم الموثقون والعدول والكتاب العموميون ووكلاء الاعمال.
هل يريد المشرع المغربي ان لا تبقى في المغرب مهنة غير مهنة المحاماة. بماذا سنفسر كون المادة الرابعة من قانون 39-08 اظيفت اثناء مناقشة القانون أمام مجلس النواب وهي لم تكن موجودة في المشروع الذي خرج من الامانة العامة الحكومة.
مهنة الكتابة العمومية تمتص الآلاف من خريجي الجامعات المغربية وتساهم في تكوينهم, البعض منهم يختار مهنا أخرى والبعض يواصل في نفس الدرب.
اعلان الحرب على مهنة الكتابة العمومية هو في الحقيقة اعلان الحرب على التشغيل الذاتي, واعلان الحرب على ازيد من 500000 خمسمائة الف نسمة يعيشون في المهنة بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
ما الذي ترمي اليه الحكومات المغربية المتعاقبة والمشرع المغربي نفسه. هل الهدف مما يقومون به هو دفع المغرب نحو التصعيد والتفقير والتجويع لفائدة فئة واحدة تكون المستفيدة والباقي  يحرم رغم كون الفئتين من نفس المستوى المعرفي والمهني.
في مهنة المحاماة خريجو المعاهد الفقهية كما في مهنة الكتابة العمومية, وفي مهنة المحاماة خريجوا الجامعات وكليات الحقوق كما في مهنة الكتابة العمومية.
المحامي يساعد ويحمي حقوق المواطن والكاتب العمومي هو من يوجد تلك الحقوق ليجد المحامي بعد حين من الزمن كيف يحميها.
نطالب ونطالب ونطالب باعادة النظر في المادة الرابعة من قانون 39-08 او باصدار قانون ينظم مهنة الكتابة العمومية ونثمن مقترح القانون الذي تقدم به الفريق الحركي لدى مجلس المستشارين منذ  2008. ونطالب جميع الفرق البرلمانية بالتصويت عليه واخراجه الى حيز التنفيذ في القريب ليدخل في باب القانون الخاص الذي نصت عليه الفقرة الأخيرة من المادة الرابعة المذكورة.
هذا ان كان في هذا البلد من يسعون حقا للحفاظ عليه وأمنه واستقراره وازدهاره, اما ان كان فيه فقط من يسعون لتوسيع اختصاصاتهم على حساب الحقوق المكتسبة للمواطنين الاخرين, فاني انذرهم واقول لهم انكم بلغتم الحلقة الأخيرة التي ستفتح عليكم باب الفتنة والخراب فاتركوا ذلك الباب مغلقا وابتعدوا عن الشر قبل ان تهلككم ناره.
 اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. اللهم اجعل وطننا هذا وطنا آمنا مطمئنا وارزق أهله خاصة من تكالب عليهم من تعلمهم يارب ارزقهم من خيرك وفضلك واشغل عنهم المتربصين بأنفسهم يا رب العالمين

0 التعليقات

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها