[4:38:00 م
|
0
التعليقات
]
إن ما وقع أمس بالشقيقة
مصر لا يعدو أن يكون مؤامرة أخرى من مؤامرات شتى ما زالت مصر ترزح تحت وطأتها إلى
اليوم ، والتي تحركها أياد خفية لإثارة الفتنة والتفرقة عبر سيناريو محبك
وخطة واضحة المعالم، أعدت مسبقا لمنع أي تقدم سلمي للعملية السياسية في
الوصول إلى خواتمها عبر استغلال الوضع الأمني الهش لافتعال أحداث، الشعب
المصري بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.
إن الواقع المؤلم الذي ألت
إليه الثورات العربية اليوم بدءا بتونس وليبيا واليمن وسوريا انتهاءا بأحداث بور
سعيد أمس، ليعلن بجلاء عن حقيقة وهم الثورة التي سخرت لها كل الوسائل لإنجاحها عبر
تزييف لواقعها الأليم وإيهام الشعوب بان أهدافها تحققت والحقيقة المرة هي أن لا
شيء من هذه الأحلام تحقق، فأصبحت هذه الشعوب تبكي القدافي ومبارك...بعد انكشاف
الحقيقة ونفض الغبار عن زيف ادعاءات هؤلاء الذين لم يكونوا إلا مجرد نسخ لمبارك
والقدافي وزين الهاربين...متسلقين ركبوا موجة غضب الشعوب من اجل مصالحهم وأطماعهم
السياسية للوصول إلى السلطة وفعلا وصلوا وخانوا الشعوب وباعوا دماء الشهداء من أجل
دريهمات ربما تأتي أو لا تأتي ليحق على هذه الشعوب قول المثل المغربي"ما قدهم
فيل زادوه فيلة".
أما الشعب المغربي فقد
اختار الإصلاح في ظل نظام مستقر بقيادة ملك قاد ثورة من داخل القصر بمسيرة إصلاح
رست بسفينة المغرب على بر الأمان ، هذه الإصلاحات التي بدأت بميلاد دستور جديد
وتوجت بانتخاب أول حكومة من الشعب والتي كان لها الأثر العميق في هذا الاستقرار
الذي تعيشه المملكة المغربية.
غير انه لا سبيل إلى إنكار
أن جماعات وأطياف ولوبيات مقاومة لهذه الإصلاحات تحاول بكل ما أوتيت من قوة إجهاض
هذه التجربة والوقوف حجر عثرة في طريق هذا الاستثناء المغربي المتميز عبر تحالفات
شيطانية جمعت بين الإلحاد والرذيلة من جهة، وبين الخرافة والخلافة من جهة أخرى هدفهم
إثارة الفتن ونسف هذا التماسك القوي بين العرش والشعب بعد فشلهم في مواجهة الأمة
المغربية بشكل صريح وواضح.
فحركة العشرين التي تنسب
لنفسها كل هذه الانجازات التي تحققت للشعب المغربي.. فالحقيقة أن هذه الحركة هي
مجرد عميلة سعت لإسقاط النظام وإثارة النعرة الطائفية في المغرب بغية الوصول
إلى تحقيق مكاسب تخدم أساسا مصالح الأعداء وسخرت لها أيضا كل الوسائل الممكنة من
دعم مالي وإعلامي فاسد عمل على تلميع صورة هؤلاء الخونة بطريقة تثير الريبة،
ودالك بعد تدريبهم في الجزائر وعواصم
غربية.
وبعد فشلها وطلاقها من
محترفي الاحتجاجات ، تراجعت الحركة إلى الوراء ونهجت أسلوبا غير الذي كان أيام
زواجها بياسين حيت اعتمدت على حرب بلون أخر تمثل في تجييش المعطلين وتزيين حرق
النفس وربطها بالشهادة ، واستقوائها بالمعطلين وجرهم إلى متاهات المواجهة المباشرة
مع القوات الأمنية بمحاولات اقتحام مقرات عمومية وشل مصالح المواطنين وجر مدن بأكملها
إلى ويلات عدم الاستقرار، كالذي يحدث ألان بمدينة تازة وبعض القرى التابعة لأقاليم
الشمال حيت نزلت الحركة بكل تقلها في المنطقة مستغلة الأوضاع الاجتماعية لهذه
الطبقات وماضيها مع النظام لتصفية حساباتها مع السلطات ناهيك عن أحداث رفع أعلام
انفصالية ، الحركة هي المسؤولة الأولى عنها وقبل دالك كله أحداث مباراة القدم
بمدينة الداخلة جنوب المملكة التي حملت بصمات واضحة لأعضاء حركة العشرين وما تلاها
من احتقانات جلبت على المغرب الكثير من الويلات في الداخل والخارج.
فالشعب المغربي مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى الى التعقل والحذر كل الحذر،والتعلم من أخطاء هذه الشعوب التي اختارت طريقا غير آمن لمستقبلها، والاستفادة من ارثنا الحضاري والثقافي من منظور الهوية والمصلحة الوطنية التي تجسد ثوابتالامة المغربية التي لا سبيل للمساومة عليها ، ودالك من أجل تجنيب بلادنا ويلات نحن في عنى عنها.
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها