زايد جرو - ناس هيس إن المتتبع اليوم للأحداث الوطنية والعربية يعتريه نوع من العجب مما وقع، ومما يقع : سقطت رؤوس أينعت، ولم يقطفها الحجاج بن يوسف، فقطفها الشعب برفضه وبألمه وغثيانه، وشدة انتظاره ، والحكومة الوطنية حقيقة توجد في موقف حرج، ومُحرج ، بل" داخت وستزداد، دوخة ،ودوخانا،" في كيفية تدبير الأمر وتهدئة الأوضاع والأحداث : خرجت تظاهرات شبابية ،خرجت هيئات نقابية ،و طلابية ترفع شعار الجودة والحق في المنح ... هاج المساجين، احتج الناس ، بأبواب السجون ،خرج القمع،فقلم السواعد ،وكسر الرؤوس ..تألف حزب الجرار، جر إليه المتلونون وجر معه أوجاعا، و مأساة جسيمة لباقي الأحزاب،خرج منه مؤسسُه على ما يبدو، فطلب منه البعض الاعتذار للمواطنين ،رجات عنيفة داخل قبة البرلمان، خرج الأعداء لتدمير امن البلاد ، تخوًف من مهرجان موازين ....توقفات أمام أبواب العمالات ، حتى الفقهاء والأئمة ورجال الدين الذين يؤمنون بالقضاء والقدر ، خرجوا احتجاجا على مرتبهم الزهيد: 800 درهم في الشهر فيه المشرب والملبس والمسكن والتعليم والتطبيب وفيه ........وفيه ..... ولم يبق إلا خروج الحكومة محتجة متأسفة على الناس الذين أصبحوا غير أُُناس، وعلى المواطن الذي لم يعد مواطنا صالحا ،لأنه شوش السيْر العادي للمؤسسات العمومية ، و لعلها تفكر في كيفية تدجين المواطن وإعادته لسكته المألوفة ويمكن أن يتحقق لها ذلك بما فعله" بروكست" :قاطع الطريق ،اليوناني الذي يعذب ضحاياه بطريقة فريدة : كان له فراشان ،فراش كبير وآخر صغير وكان يطرح العابرين طويلي القامة على الفراش الصغير، ويطرح قصيري القامة على الفراش الكبير فيعْمد إلى أرجل طويلي القامة ويقطعها حتى لا تتعدى الفراش الصغير، أما قصيري القامة فقد كان يجذب أرجلهم وأيديهم لكي يكونوا تماما على قد الفراش الكبير ....،َوضْع صعب لا تتمناه حتى لعدوك ،لذلك بقيت الحكومة تدور بين أهلها وتدور .... والشيء الجميل في هذه الحركات الاجتماعية أنها تنادي باحترام المقدسات، والوحدة الوطنية ، وتوجه خطابا للزمن المستقبل ، وهو موجه بالأساس إلى الذي يريد أن يُصبح من أهل لالة حَكوم بالكاف مشددة ، ويدور معها ، فعليه أن يعلم أن الزمن تغير وعليه أن يُشمر على سواعده لأن الشعب بدأ يطالب بتقديم رؤوس الفساد وأهله للقضاء، الذي من المفروض، أن يكون نزيها ، فقد تطورت القدرات الإبداعية للشباب ، والذين يراهنون على أن هذه الحركات هي رياح الصبا بفتح الصاد أو الدبور بفتح الدال ، ستمر كما تمر جميع الأوجاع والحُمى والاعصارات والبرد ،والحرارة ، فربما أخطأ العد ، والتخمين ،لأن الحداثة آتية غازية حاسمة ستجرف وتقتلع كل حكومة فاسدة وترمي بها خارج الحاضر والمستقبل ، فإما أن نكون حداثيين أو نكون من التاريخ الماضي ، ولا يجب، أن نتعجب من الرجل التونسي الذي ضحك المشيب برأسه فبكى من أجل الديموقراطية ومن اجل الفجر، ومن أجل نظرة حديثة للأشياء ،فقد بكى الشاعر" دعبل الخزاعي" قبله بدهر من الزمن، لكن من أجل شيء آخر يعرفه أهل الشعر وأهل شدو الألحان. وعفوا أيها القارئ الكريم عن توظيف كلمة "داخت " ومصدرها فما يقابلها في اللغة الفصيحة هو الدوار لكنها كلمة رغم عاميتها فهي أكثر تعبيرا وإيصالا للمعنى المراد
[9:45:00 م
|
0
التعليقات
]
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها