تمكنت "هسبريس" من الوصول إلى معلومات دقيقة وسرية كان فريق الشرطة العلمية والتقنية المكلف بالبحث في قضية تفجير مقهي أركانة بمدينة مراكش قد اهتدى إليها في تحرياته الميدانية، بتنسيق مع مصالح الشرطة التقنية والعلمية الأمريكية والفرنسية والبريطانية التي حلت وقتها بالمغرب، وهي المعلومات التي تم تضمينها في تقرير إجمالي بقي تداوله محدودا بشكل حصري بين السلطات الأمنية المختصة بالبحث والسلطة القضائية المكلفة بالبت في القضية.
هذه المعطيات التي تنفرد "هسبريس" بنشرها تتعلق أساسا بنظام تشغيل الجسم المتفجر الذي استعمل في عملية أركانة، بحيث أشارت خلاصات فريق الشرطة العلمية والتقنية إلى أن هذا النظام تم صنعه بشكل تقليدي اعتمادا على "دارة كهربائية" مكونة من هاتف محمول ومصباحين وبطاريات من سعة 9 فولطات، بحيث يؤدي تركيب رقم الهاتف المتصل بالعبوة المتفجرة إلى تحريك قضيب حديدي بشكل دائري ليلامس قضيبا آخرا متصلا بالبطارية، الأمر الذي يحدث تماسا كهربائيا يمنح الشعلة إلى البطاريات التي تؤدي بدورها إلى إصدار قوة كهربائية زائدة إلى المتفجرات مما يؤدي إلى حدوث الانفجار.
شظايا الهاتف المحمول والبطاريات التي استعملت في التفجير |
طريقة تثبيت الهاتف المستعمل في التفجير |
وحسب مصادر "هسبريس" الخاصة، يتعلق المعطى الثاني، بوعاء الجسم المتفجر الذي تم استخدامه في العملية الإرهابية، بحيث استطاع المشتبه به الرئيسي عادل العثماني تحميل طريقة صنع المتفجرات من موقع على شبكة الأنترنت يتحدث عن كيفية إعداد المتفجرات انطلاقا من لوازم المطبخ، فقام باستخدام طنجرتين للضغط كوعاء للمتفجرات.
أما المعطى الثالث، الذي كشفت عنه مصادر "هسبريس"، مؤداه أن مصالح الأمن حجزت، داخل المختبر السري الذي كان يقيمه المشتبه به داخل منزله، قفازا بلاستيكيا وقناع للوقاية خاص بالوجه يحملان عينات حمض نووي ADN، اتضح بعد إخضاعها للخبرة الجينية أنها تتعلق بالمشتبه به الرئيسي عادل العثماني، حيث تأكد أنه كان يضعهما أثناء عمليات صنع المتفجرات.
للإشارة، فإن تفجير مقهى أركانة وقع صباح يوم الخميس 28 أبريل المنصرم، وخلف وفاة 18 شخصا من بينهم مغربيين وثمانية فرنسيين وكنديين وبرتغالي وهولندي وانجليزي وثلاثة مواطنين من سويسرا واحدة منهم توفيت ببلدها متأثرة بالجروح الخطيرة التي كانت قد تعرضت لها من جراء الحادث.
أما حصيلة الجرحى النهائية، فقد ناهزت27 شخصا، من بينهم 11 مواطنا مغربيا وتسعة فرنسيين وسويسريين وروسيين وهولنديين ومواطنة واحدة تحمل الجنسية التونسية.
في سياق متصل، كانت مصالح الأمن قد اعتقلت على ذمة هذه العملية الإرهابية سبعة أشخاص، كلهم يحملون الجنسية المغربية، ويحملون أفكارا جهادية متطرفة تتوافق وأطروحات تنظيم القاعدة।
المصدر : هيس بريس
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها