| 0 التعليقات ]

هرواتهم ضدهم.


مع بزوغ شرارة ما يسمى بربيع الثورات العربية الذي اتخذ من تونس بداية له، هب الشباب العربي لإنجاح هذه الثورات حيث شكل وقودها و قطب رحاها، فكانت النتيجة تغيير لأنظمة الحكم بهذين البلدين. أما نصيب المغرب من هذا الحراك فكان ميلاد حركة 20 فبراير التي وضعت منذ ميلادها ضمن أولوياتها ترسيم نظام حكم برلماني و محاربة الفساد ووضع حد لما أسمته الاستبداد و غيرها من الشعارات الرنانة التى درت عليهم عطف طبقات واسعة من المجتمع و خاصة الشباب منهم و بعض رجال الأعمال الذين رأو هذا الحراك فرصة مواتية لنفض الغبار عن بعض أجنداتهم الرأسمالية القديمة تحقيقا لمآربهم في الكسب السريع .

إن مجرد النظر إلى تركيبة حركة 20 فبراير تجعل المتتبع يصاب بالذهول و الصدمة من فرط تباعد أجندات أعضائها، فأتباع العدل و الاحسان يرونها فرصتهم التاريخية لتحقيق أحلام شيخهم ياسين من قومة و خلافة إلى غير ذلك من المفاهيم التي يصعب حتى على عقول أتباعه إدراكها لما لها من حمولة دينية و لغوية يعرف الجميع سياقها التاريخي و الديني.

أما أصدقاء الرياضي و رفاق الأمس من تروتسكيين و قاعديين من أصدقاء الحريف، فهبو بحماس و صفقوا و احتضنوا شباب الحركة لتمرير أجندة و أفكار مستمدة من قواميس انتهت بانتهاء أصحابها و دعاتها و ذلك تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، مع الدس على مكتسبات و مقومات الأمة بحيث يشكل صوت الجمعية صوتا نشازا مع ما تحقق من إجماع على وحدة المغرب الترابية.

كما أن كل متتبع للاجتماعات التي يعقدها هؤلاء الشباب و القرارات التي تتمخض عنها بمقر راعيهم الرسمي الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء سيخرج بخلاصة مفادها أن خلافات حادة تنشب بين مكونات الحركة كادت في كل مرة أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه لو لا تدخل بعض الأطراف لفض النزاع، هذه الخلافات كانت تنشب بين الفصيل المنتمي لحزب النهج الد يمقراطي من جهة و المستقلون و الإسلاميون من الجهة الثانية، بحيث كان كل طرف يسعى إلى فرض أجندته التنظيمية على الحركة و هو ما لا يروق للإطراف الأخرى. مما يدعونا للتساؤل مرة أخرى عن الأهداف الحقيقية التي تحرك كل طرف.

هذه التركيبة و الأهداف التي سبق ذكرها أفقدت الحركة جزءا كبيرا من الدعم الجماهيري التي كانت على الأقل تستفيد منه منذ الأيام الأولى، و جعلت النفور السمة الغالبة على موقف المجتمع من هؤلاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم في النهاية قطعانا تساق من طرف أتباع ياسين و الرياضي و الحريف الذين تعتبر قضايا الشباب من آخر اهتماماتهم، و لعل في ما وقع يوم الأحد الماضي بالمدن الكبرى عندما صدت العائلات أبواب بيوتها في وجههم و امتنعت عن حمايتهم من التدخل الأمني لخير دليل على أن المجتمع قد ضاق ذرعا بالتصرفات الطائشة لهؤلاء الشباب، الذين ودون علمهم شكلو حطبا لنيران الفتنة و الفوضى التي حاول بعضهم بثها في المجتمع، لن نستغرب إذا رأينا في القريب العاجل أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية و المواطنين الذين تصاب سياراتهم و تجارتهم بأضرار بسبب طيش هؤلاء ينظمون وقفات موازية تنديدا بهؤلاء الفتية بل و يهبون بعصيهم و هرواتهم ضدهم.


0 التعليقات

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها