[11:40:00 ص
|
0
التعليقات
]
فايس بريس : مبارك السمان
إن الإحداث المتسارعة بمالي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح
بالرئيس أمادو وإعلان حركة تمرد الطوارق استقلال ازواد شمال مالي كانت نتيجة حتمية
للانتشار المهول لأسلحة القدافي التي تجاوزت الحدود وانتشرت بطريقة مهولة في منطقة
الساحل بعد عودة المرتزقة بغنائم من أسلحة وعتاد متطور من ليبيا اثر سقوط نظام
العقيد معمر القدافي .
هذه الأسلحة ظهر مفعولها سريعا في دول الجوار حيت أصبحت
كل الفصائل المسلحة تتوفر على أحدت التقنيات والعتاد الحربي وخبرة اكتسبها هؤلاء
المرتزقة في حربهم ضد الناتو في ليبيا ، وبحكم قتالها جنبا إلى جنب في ليبيا تمكنت
البوليساريو من ربط علاقات مع هذه الفصائل التي استعان بها القدافي في حربه ضد
شعبه ، وأمام هدا الوضع الجديد الذي فرضه تغير موازين القوى في شمال إفريقيا تسعى
البوليساريو إلى ضم مقاتلي أزاواد شمال مالي في تحالف مستقبلي يجمع بين كل هذه
الفصائل المسلحة طبعا بمباركة من تنظيم القاعدة الذي خبر المنطقة بحكم نشاطه في
الصحراء الكبرى في مجال التهريب والهجرة السرية وأيضا بحكم علاقته القوية من قادة
البوليساريو التي لها الفضل الكبير في تمويل هدا الكيان بالمساعدات الدولية
الموجهة أساسا إلى محتجزي مخيمات تندوف وانتشار هذه المساعدات في جل دول المنطقة
كموريتانيا والنيجر ومالي يوضح بجلاء حجم فائض هذه المساعدات الدولية.
البوليساريو تسعى من وراء هدا الاتحاد الجديد جعل
المنطقة نقطة ساخنة وبؤرة توتر ساخنة من شأنها التأثير على مسار التقارب الجزائري
المغربي ووضع الجزائر أمام الأمر الواقع والضغط على القادة المانحين في الجزائر
الرضوخ لمطالبها باستعمال ورقة طوارق الجزائر لكسب شرعية محلية مستقبلا لأي حركة
انفصالية في المنطقة وصرف الأنظار عما يجري داخل المخيمات، وبغض النظر عن اديولوجيتها
المختلفة تبقى أهدافها المشتركة الدافع وراء هدا التحالف الهجين ،والوضع الجديد
حتما سيساهم في الحد من أي خطوة جزائرية مغربية في اتجاه التقارب مما يستبعد أي
اندماج للاتحاد ألمغاربي وسيكسر أي تقدم في هدا الميدان لان البوليساريو ليست لها
المصلحة في الاتحاد.
لكن الرد المغربي السريع حول ما تشهده مالي قلب الطاولة
على جميع الأطراف المعنية بما في دالك
البوليساريو والجزائر التي لم تستسغ بعد موقف المملكة المغربية الذي سارع إلى
الترحيب بمبادرة الجيش المالي تسليم السلطة إلى المدنيين والذي جاء على لسان وزير
الخارجية المغربي مما يؤكد أن المغرب فهم الدرس جيدا ولم يرضخ لمقاربة رد الصاع
بصاعين عبر اعتراف ضمني لاستقلال أزواد حسب ما كان يتوقعه البعض ، فالجزائر لم تكن
تتوقع ردا بهده السرعة والدقة من الحكومة المغربية الجديدة.
فعلى المغرب أن يسعى جاهدا للاستفادة من وضعه المستقر
ويطلع بدور محوري في المنطقة عبر دعم كل الجهود الرامية إلى مكافحة التنظيمات
المسلحة في الصحراء الكبرى والعمل قدر الإمكان على توحيد دول الاتحاد ألمغاربي
وتوسيعه مستقبلا ليشمل دول جديدة ، فلا مناص من هدا التحالف الذي سيربك حسابات
الجميع للحد من أطماع الشرق والغرب في إفريقيا وتجنيب المنطقة أي تدخل أجنبي من
شأنه أن يشكل خطرا على استقرار شمال إفريقيا برمته.
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها