| 1 التعليقات ]


بقلم : محمد أبو القاسم

عرف العالم في الآونة الأخيرة مجموعة من التحركات التي أدت إلى تغيير أنظمة عربية ، لكن ليس المعنى الحقيقي للتغيير ،لأن كل الدول التي قامت فيها ما يسمى ب " الثورة" لم تعرف إلى حدود الآن أي استقرار فيما يخص الوضع السياسي ، مما يمكن تسميته ب " بعثرة أوراق الوطن العربي " .

فتونس التي قامت فيها التحركات من أجل التغيير ، تكللت بهروب الرئيس بن علي إلى السعودية ، و استبشر القوم خيرا ، لكن هيهات فجل استطلاعات الرأي الراهنة تشير و تؤكد أن الوضع أكثر بكثير مما كان عليه من قبل . فهي رغم الوجه الخارجي الذي يشير إلى الاستقرار ، إلا أن هناك احتقانات سياسية و انتشار السيبة سواء في الشارع التونسي أو في الإطار السياسي للدولة ، مما ينذر بالانفجار من جديد .

من جهة أخرى ، ليبيا التي تفنن العرب و الغرب في تدميرها و تشتيت أوراقها ، و جعلها أرضا خصبة للحروب و الصراعات ، لازالت إلى حدود الآن تعاني ويلات القتل و الدمار ، فرغم اعتقال الزعيم الليبي و قتله بدم بارد ، لازالت ليبيا تتخبط في حروب أهلية و قبلية ، و بعد نجاح العرب و الغرب في تشتيت الشمل الليبي فيما يسمى " الثورة " ، هاهم يرفعون أيديهم و يتركون المجتمع الليبي في مستنقع الصراعات و الحروب و الدماء .

و ننتقل إلى الوضع المصري ، إلى أم الدنيا ، بدأت التحركات فيها بعد تونس مباشرة ،فرغم إسقاط حكم مبارك و سقوطه مريضا من هول الصدمة ، إلا أن أم النيا لازالت تعاني ويلات السيبة و الخروج عن القانون ،حيث استبشر المصريون خيرا من سقوط مبارك ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي ، فرغم نجاح الحراك المصري في إسقاط الرئيس ، و بالطرق غير المشروعة رغم أنه كان حاكما طاغيا ، إلا أن سقوطه لم يوفر لمصر ما تتمناه من حلم بالتقدم و الحرية و الازدهار ، بل دخلت في دوامة الحراك المضاد و الفتن ،مما جعل الشعب المصري ييأس و يتحسر من ذهاب كل التضحيات سودا و هباءا .

و يأتي الدور على اليمن و سوريا ، و نسمع نفس الأسطوانة ،" الرئيس يقتل شعبه " ، و الشعب الأبي ، و كأننا نحن العرب لا نفقه شيئا ، و كأننا نيام لا نفكر بعقولنا ،أليس من الحكمة  التساؤل عمن يقف وراء هذه الفتن ؟؟ هل فقط الرؤساء العرب الذين تم ذكرهم ولدوا من طينة واحدة ؟؟ أم أن عقول العرب المتابعة لا تفقه شيئا سوى تصديق كل ما يتم الترويج له ؟و كأننا لا نملك عقولا نفكر بها و نميز بها .

إن الإنسان العربي مطالب بالتريث و التفكير و الحذر في الوقت الراهن نظرا لما يحاك ضده من مؤمرات من الغرب الذي يتفنن في خلق الفتن و الحروب في الوطن العربي لا غير ، أو من عملائهم العرب ، الذين أزالوا أقنعتهم و استعملوا قنواتهم المخزية للتروج للأكاذيب و البهتان و الفتن ، في خطوة يمكن اعتبارها انحطاطا و تآمرا على الوطن العربي .

محمد أبو القاسم
Simo.tafilalet@gmail.com

1 التعليقات

entrümpelung wien يقول... @ 14 أبريل 2012 في 6:16 م

الله يحمى بلادكم وسائر بلاد العرب والمسلميين

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها