| 0 التعليقات ]

بقلم : محمد أبو القاسم
بعد ثورة الصناديق التي أعلنت يوم 25 نونبر الفارط ، و بعد الفوز الساحق لحزب العدالة و التنمية في هذه الثورة الانتخابية ، أوكل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده للأمين العام للحزب عبد الإله بن كيران مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ، و هي الحكومة التي ينتظر منها العديد من المجهودات في ظل المشاكل المستعصية التي خلفتها الحكومة السابقة ، فمعظم القطاعات الحيوية في بلادنا تعرف غليانا إما بسبب الأجور أو رداءة الخدمات المقدمة أو ما يشوبها من فساد مستشر .
و على رأس هذه القطاعات ،قطاع الصحة ،حيث أصبحت الوزارة وزارة الأمراض و الإهمال و المحسوبية و الزبونية و الموت بسبب استهتارو تماطل الحكومة و الوزارة السابقة ،فقد أصبحت المستشفيات المغربية كابوسا مرعبا نظرا لما أصبحت عليه من حالة مزرية و محسوبية و رشا، و كل هذا بسبب إناطة الوزارة لشخص لا يفقه شيئا في الصحة و لا علاقة له بها غير الخير و الإحسان .
أما بخصوص قطاع التعليم ،فحدث و لا حرج ، فهو أكبر مشكل تواجهه الحكومة الجديدة حيث يعرف غليانا بسبب الأجور و ساعات العمل و سياسة الترقيع التي نهجتها الوزارة السابقة و الخروقات فيما يخص الانتقالات ،ناهيك عن الوضعية المزرية التي أصبحت عليها المدرسة المغربية ،فلم تعد مدرسة النجاح ،لكن أصبحت مدرسة لإخراج الأطفال الفقراء إلى الشارع منذ نعومة أظافرهم .
و نصل إلى معضلة القضاء الذي أصبح يجفف جيوب المواطنين , هذا الجهاز الذي أعطى رائحة كريهة و نتانة بسبب الممارسات و التجاوزات الخطيرة التي تمارس داخل المحاكم من رشا و نفوذ و محسوبية ، جهاز نخره الفساد من داخله ، فكيف لمجتمع أن ينبني على أسوار مثقوبة ؟
إن دعاواتنا للحكومة الجديدة هو التوفيق و السداد في تجاوز كل الصعوبات و المشاكل التي تواجهها ، غير أن مواجهة كل المشاكل السالفة الذكر هو بمثابة تمرير لبيضة في عنق الزجاجة ، و قد يكون ذلك إما بعصى سحرية أو بحكنة فذة ، و ليس المراد هنا إضعاف الحكومة الجديدة ، بقدر ما هو إبراز لهول ما يواجهها من تراكمات الحكومة السابقة .
و في الأخير متمنياتنا التوفيق للحكومة الجديدة التي سيقودها السيد رئيس الوزراء عبد الإله بن كيران و تحقيق كل ما تصبو إليه ،و لا نخفي أملنا و رغبتنا في تغيير حقيقي و بناء مغرب ديمقراطي حداثي منشود و يتماشى مع ما جاء به الدستور الجديد .
محمد أبو القاسم
Simo.tafilalet@gmail.com

0 التعليقات

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها