| 0 التعليقات ]

بقلم محمد العسري : فايس بريس


تعيش اسبانيا اليوم ازمة اقتصادية واجتماعية خانقة،وتطاحن سياسي خطير يهدد بحرب اهلية على غرار حرب 1936/1939،وكشفت هذه الازمة كل نقاط الضعف لاسبانيا كدولة ،وتبين الحجم الحقيقي للوزن الاستراتيجي لهذه الدولة في العالم،وتبين للاسبان ان ما لحقوه من تقدم اقتصادي ومستوى معاشي لم يكن الا كذبا ومتاع غرور ،وجاءت هذه الازمة الخانقة لتضع الاسبان في حجمهم الحقيقي،واعادت الى اذهانهم تاريخ الحرب الاهلية،والفقر والجوع والحرمان وكل الاوصاف التي يعشقون نعت المغرب بها.
ان هذه المعطيات اثرت وبشكل كبير في عقلية الاسبان،وخاصة الناطقين بالاسبانية وهم السواد الاعظم من سكان اسبانيا،ووجدوا في الخطاب العنصري للحزب الشعبي بصيص امل يلهيهم عن الخوف من المستقبل ويسترجعون به جزء من ذاكرة الانتصار الذي حققته الفاشية على يد الجنرال فرانكو في الحرب الاهلية الاسبانية.
كل المعطيات والمؤشرات تعطي فوزا ساحقا للحزب الشعبي الاسباني في الانتخابات الرئاسية القادمة يوم20نوفمبر،وتشكيل حكومة قوية باغلبية برلمانية تمكن الحزب الشعبي من تغيير كل القوانيين وضبطها لصالح تطلعاته العدوانية بالداخل والخارج،وان قوة هذا الحزب تكمن في الدعم المتواصل للشركات والابناك الاسبانية الكبرى،لطموحات الحزب،لكن الحاضر وواقعه الاقتصادي والسياسي ابعد بكثير عن الوضع السابق عندما تراس خوسي مريا ازنار الحكومة لاول مرة سنة 1996
فامريكا اللاتينية لم تعد تثق في اسبانيا كدولة قوية،وما قامت به اسبانيا في امريكا اللاتينية سابقا لم يعد يجدي نفعا،والفراغ الاستثماري الموجود انئذ لم يعد له وجود،ولا يبقى امام اسبانيا الا التوجه الى المغرب العربي وتوظيف كل طاقاتها وملشياتها ومخابراتها واتصالاتها ومقايضاتها لخلق حرب بين المغرب والجزائر تضمن بها استمرارية اسبانيا كدولة موحدة،وتحطيم قدرات المغرب والجزائر الناشئة،وابعاد المغربي العربي عن خط المنافسة،
ان اسبانيا ضالعة في العداء اتجاه المغرب بكل المقاييس،فهي دولة استعمارية تحتل سبتة ومليلية،وتدعم المرتزقة بتندوف وجنرالات الجزائر،وتدعم عبر عملائها من صحافيين وجمعيات ومنظمات للانفصاليين بالداخل وخاصة بجهة الريف والصحراء المغربية
ان سقوط نظام القذافي،وتهريب ترسانته العسكرية للجزائر وايران ودول الساحل،وهيمنة فرنسا على عملية اعادة الاعمار في ليبيا وسيطرتها شبه التامة على النفط الليبي،يترك اسبانيا خارج التوازن الاستراتيجي،بالبحر الابيض المتوسط،ولا يبقى امامها الا توظيف سنين دعمها للمرتزقة وجنرالات الجزائر وكلابها العملاء باقاليمنا الجنوبية لخدمة مصالحها الخاصة واشعال نار الفتنة والحرب بين الدولتين الشقيقتين لتحمي نفسها من الحرب الاهلية والتقسيم وعودة خريطة (المماليك) الدويلات الصغيرة بشبه الجزيرة الابيرية
فهل المغاربة بالداخل والخارج سيسمحون للاسبان بالتلاعب بامنهم واستقرارهم،ام جاهزون لواد طموحات الظالمين ورجع كيد المجرمين في نحورهم.




0 التعليقات

إرسال تعليق

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها