مع دخول اسبانيا
الى جانب البرتغال للسوق الاوربية المشتركة سنة1986،اتخذ الاعلام الاسباني
موقفا مناوئا وخاطئا اتجاه المغرب والمغاربة،وضرب بعرض الحائط كل القيم
الصحافية والنزاهة المهنية،والموضوعية.واتخذ لنفسه خطا سياسيا منافقا
ومستكبرا ومتعاليا في محاولة لربط اسبانيا باوربا اجتماعيا وفكريا
وتاريخيا.
لقد بدأ هذا الخط المناوئ للمغرب والمغاربة
كاستراتيجية سياسية لاقناع الشعوب الاسبانية بالتحول الجذري الديمقراطي
للمجتمع الاسباني،والابتعاد بالفكر الاسباني عن جذوره التاريخية،ووضع حدود
فكرية واجتماعية بين اسبانيا والمملكة المغربية،في محاولة سياسية لتغيير
المنطق الاجتماعي الاسباني ،ليواكب التطور الاقتصادي
والديمقراطي،والاستثمارات الاوربية،لاعطاء صورة دولة اوربية
متحضرة،وطموحة،وجنة عذراء لكل التيارات الفكرية والاجتماعية الغربية
ومع بداية رئاسة الرئيس الاسباني السابق خوسي مريا ازنار،للحزب
الشعبي،وظهور قنوات ووسائل اعلام مستقلة وجديدة،اتخذ الحزب الشعبي
استراتيجية دعائية مناوئة للمغرب والمغاربة،واعتمد على هذه السياسة كقاعدة
صلبة في خطابه السياسي للاستهلاك المحلي،واصبح موضوع الهجرة والامن
والرذيلة والسرقة والعنف مرتبطا بالكلام عن الجالية المغربية المقيمة
باسبانيا،وقد نجح لحد كبير في هذه الاستراتيجية الماكرة لخدعة الشعب
الاسباني المعروف بشيخوخة بنيته الاجتماعية،واستمرارية عقلية الحرب
الاهلية بين سكانه،وقد ساعده في هذا المشروع الدعائي الخبيث العديد من
وسائل الاعلام والتي ستمكن هذا الحزب من الفوز في الانتخابات الرئاسية
مرتين،سنة1996و2000
وظل هذا الحزب اليميني في نفس الاستراتيجية
الدعائية ضد المغرب والمغاربة كركن حصين لجلب اصوات شريحة عريضة من
المجتمع الاسباني وخاصة الشيوخ والعجزة ومن لافكر له،وكل متردية ونطيحة
تستوعب الخطاب المعادي للمغرب والمغاربة كحقنة لتهديئ الاعصاب والاحتقان
النفسي
وانه ليغيضني رؤية التلبيس والتدليس وتحريف الحقائق اتجاه ابناء شعبنا العظيم والمملكة المغربية الشريفة
وقبل يوم الاستفتاء على الدستور المغربي الجديد،دعت القنصلية المغربية
ببرشلونة الجمعيات المغربية والجالية القاطنة بكطلونيا للقاء مع السيد
وزير الجالية محمد عامر،لكن هيهات هيهات ان تنقل وسائل الاعلام التي كانت
موجودة بداخل قاعة اللقاء الحدث بموضوعية ومهنية صحافية،بل اكتفت القناة
الثالثة الكطلانية في تلبيس قل نظيره في الاعلام الغربي،واكتفت بتقديم
مقاطع معزولة،وتقديم اللقاء كصراع بين السيد وزير الجالية وشرذمة من
المشاغبين
عفوا وسائل الاعلام،لقد كنت حاضرا،واتلو عليكم خبره،حتى يبقى الجميع على بينة
دخلت باب الفندق،فوجدت السيد مشان غلام قنصل المملكة المغربية واقفا في
تواضع كبير قل نظيره بين الطبقة السياسية العالمية،ويستقبل واحدا واحدا في
حفاوة وادب وخلق كل ابناء جاليتنا المغربية،واعطى مثالا في التواضع
والترحاب وخدمة ابناء وطننا العزيز،
ومن جهة اخرى فقداجتمع تحت
سقف قاعة اللقاء عدد كبير من رؤساء الجمعيات،واذكر منهم السيد عبد الاله
تالوي علي ولطيفة الحساني،وسعيد العسري،وعبد السلام الحاتم وهذا العبد
الضعيف واخرون لا يقلون شانا وعملا في النطاق الجمعوي المغربي
بكطلونيا،كما حضر العديد من ابناء جاليتنا،وقد قدم العديد من ممثلي هذه
الجمعيات بمقترحاتهم وتدخلاتهم الغنية بالاراء الهاذفة والواعية بضرورة
الدستور الجديد،وقد مر اللقاء في احسن الظروف،وما قدمته وسائل الاعلام عبر
شاشاتها الا نقطة سوداء مرت مر الكرام ولا استبعد البرمجة المسبقة بين
وسائل الاعلام ومؤطري هذه النقطة السوداء
ومن هذا المنبر
الاعلامي ،ندعو المملكة المغربية لدراسة الملف الاعلامي الاسباني اتجاه
المغرب والمغاربة،ووضع استراتيجية مع الدول العربية الصديقة وعلى راسها
دول الخليج العربي للتصدي لهذه الحملة الاعلامية المغالطة والمناوئة للشعب
المغربي
ان هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ المملكة المغربية
ودخولها مرحلة جديدة،يسود فيها الدستور المغربي الجديد وحماية الحقوق
والواجبات،يتطلب منا الدفاع عن هويتنا ووحدة ترابنا ونظامنا الملكي عبر
وسائل الاعلام باسبانيا،فواقعنا اليوم المملوء بالامل والتفاؤل يقابله
واقع اسباني لا يحسد عليه،وانحطاط اقتصادي واضطراب سياسي وتفكك اجتماعي
وانه الوقت المناسب لخلق وسائل اعلام عربية موجهة للراي العام الاسباني من
داخل اسبانيا،تدود عن هويتنا الاسلامية،وثقافتنا وتاريخنا المجيد وقضايانا
العادلة،وتصحيح المفاهيم للراي العام الاسباني وامتلاك سلاح اعلامي قادر
على وضع توازن اعلامي بين اوربا والعالم العربي
محمد العسري
[11:05:00 ص
|
0
التعليقات
]
0 التعليقات
إرسال تعليق
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها